اقتحم ” قائمة السعداء ”

نعم لااريدك ان تشاهد السعداء ثم تتمنى داخل نفسك ان تكون واحداً منهم ، لكن من خلال هذه التدوينة بأذن الله سبحانه وتوفيقه اولاًُ ثم بأتباعك للنصائح الواردة فيها سوف تقتحم قائمة السعداء في العالم وتكون واحداً منهم ، وانتبه انا لااتكلم عن قائمة أثرياء المال او أصحاب المراكز أو غيره ، أنا أتحدث عن شيء ابعد من ذلك بكثير انا اتحدث عن إحساس لايمكن ان يشعر به احداً في العالم غيرك وهو أشبه بمقياس تستشعره بداخلك فكلما ارتفع أدركت انك من المحلقين في سماء السعادة وواحد من المدرجين في قائمة السعادة ..

النصائح ببساطة شديدة هي كالتالي :

1- إياك أن تظن انك سوف تجد السعادة بعيداً عن المسجد هذا إن كنت رجلاً أما إن كنتي فتاة فلن تجدي السعادة في التهاون في أوقات الصلاة فـ الصلاة  تعني الاتصال بالله ، فأن كان اتصالك بالله مشوشاً وغير منتظم وهو مالك هذا الكون ومحركه وبيده الأمر كله وقلبك بين إصبعين من أصابعه يقلبه كيف يشاء ، فكيف تريد أن تكون منشرح الصدر وخط الاتصال متقطع ؟

إذاً اعقد العزم من ألان انه لاتهاون في أوقات الصلاة ..

2- درب نفسك على التسامح وتجاهل الإساءة لا أقول لك أن تكون مطية لغيرك لكن لاتجعل في قلبك مكاناً للكراهية والانتقام فلن يتأثر احد من كراهيتك سوى شخص واحد وهو ” أنت ” ، وأتذكر جيداً قصة رجل كان يكره شخص اخر ، وكان يشتعل غيظاً كلما رأه  ، وحين صارحني بمشاعره ضده ، قلت له وماذا استفدت من هذه الكراهية ؟ فنظر اليى بإستغراب ، فأستمريت في كلامي وقلت له أنظر هو ماضي في حياته لايلقي لك بالاً بينما انت تضيع حياتك في الكراهية والحقد ، بدلاً من ان تكرهه حاول ان تنظر للموضوع من جهه اخرى ، انظر اليه الا يستحق ان تشفق عليه لأنه لايحسن التأدب والكلام مع الناس ؟ وان كراهية الناس له امر مؤلم فعلاً ؟ والحمدلله انه اقتنع بما قلته وقرر منذ تلك اللحظة أن يغير نظرته ولا يشغل بالله في التفكير فيه وأصبح ذكر اسم ذلك الشخص الذي يكرهه أمامه امراً عادياً  ..

إذاً بدلاً ان تكره شخص ما حاول ان تتعاطف معه وسوف تكتشف الفرق ..

3- لاتجعل الحياة هي شغلك الشاغل فأن من تعلق قلبه بالحياة لم تعره اهتماماً وتبتعد عنه ويظل يلهث ورائها بينما من جعل الأخرة اكبر همه استصغر كل صعب وكل عظيم في هذه الحياة لأنه يدرك جيداً ان هناك مرحلة اخرى انقى وانظف وان الحياة الدنيا ماهي الا ممر نسير فيه للحياة الأخرة  .

في الحديث : ( من كانت الدنيا همه ، فرق الله عليه أمره ، و جعل فقره بين عينيه ، و لم يأته من الدنيا إلا ما كتب له . و من كانت الآخرة نيته ، جمع الله له أمره ، وجعل غناه في قلبه ، و أتته الدنيا و هي راغمة )

4- حين تمر بك مشكلة ما فلا تخاف او تنزعج ففي النهاية لكل مشكلة حل وهناك قوة عظمى في هذا العالم السحيق تستطيع الاتصال بها فوراً لتعرض عليها مشكلتك وتطلب منها مساعدتك ، قم لله وصلي ركعيتن وادعوا الله سبحانه وتعالى ان ينير قلبك وان يفرج عنك همك وهناك العديد من الاذكار الخاصة بتفريج الهموم والكروب تستطيع ترديدها فيفرج الله همك بأذن ، واعلم ان الله لايريد لك الا الخير وان هذه المشكلة التي تزعجك اليوم قد تكون سبب نجاتك في الغد ..

اذاً لاتخف واستعن بالله واكتشف المنحة في المحنة..

5-ارفع رصيدك من الحسنات دائماً ولاتحقر اي عمل حتى لو كان اطعام تلك القطة التي تمر دائماً امام باب منزك

فقد كان ثواب يهودية زانية ان ادخلها الجنة فقط لأنه سقت كلباً كان يلهث  من العطش ..

استثمر مع الله سبحانه وتعالى فما عند الله خير وابقى ..

 

6- سيطر تماماً على شهواتك ورغباتك المحرمة ، نعم انا اعرف جيداً انك ترى  المغريات كثيرة ولكن اعرف اكثر انك انسان مميز وقد وهبك الله قوة كامنة بداخلك لازال علماء العالم مندهشين ومستغرقين في استكشاف روائع هذه القوة الى اليوم وحين ارادوا ان يضعوا نسبة معينة لهذه قوة فشلوا ووجدوا ان بداخل كل انسان منا قوة بلاحدود ان استخدمها جيداً سوف ينبهر بنتائجها ، فلاتنتظر متعة وسعادة ابداً وانت تطلق لبصرك العنان ، وتجعل لسانك يمس هذا وذاك وتفتح اذنيك للإنصات او الاستماع لما هو من خصوصيات غيرك وغير ذلك من الأفعل التي تغضب الله في علاه ..

حين تواجه موقفاً يحرك غرائزك فكر كيف تحبط هذه الرغبة بدلاً من تطلق لها العنان ، وسوف تجد الحل ..

7– لديك أعظم كتاب في هذا الكون فيه كل وسائل صلاحك وفلاحك وسعادتك ، تدبره دائماً ولاتمل من قراءته واستكشاف معانيه مهما عظمت مشاكلك فسوف تجد الحل فيه ، احرص على حفظه قد تجد صعوبة في البداية لكن بعد ذلك سوف تجد ان الأمر رائع جداً، فانت تحفظ كلام الله في قلبك ومنهاج الحياة نوراً في حياتك، وفي دراسة حديثة وجد ان حفظت القرأن يتمتعون بصحة نفسية عالية مقارنة بمن هم سواهم ، بالأضافة لما يختص به حافظ القرأن من فضائل وميزات في الدنيا والأخرة..

خصص وقتاً يومياً لحفظ كتاب الله وتدبره وسوف تستشعر السكينة والطمئنينة كيف لا ووملائكة الرحمن معك !

 

8– قاتل هواك مقاتلة ، يقول علي بن ابي طالب رضي الله عنه ( ميدانكم الأول انفسكم ان استطعتم عليها كنت على غيرها اقدر ) ، مهما بحثت عن ملذات لن تنال لذة مثل لذة مقاتلة الهوى ، فالنفس هي اشبه بنموذج مصغر للحياة ان انتصرت عليها انتصرت في حياتك الخارجية وان هزمت امام نفسك وجعلتها تقودك للمحرمات واتباع الشهوات بأنواعها الحسية والجسدية والسمعية والبصرية  ، فلاتنتظر وانت مهزوم امام نفسك ان تسعد في حياتك لأن نفسك هي الحياة من استعبد نفس كان سيد ظروفه وحياته ومن هزم امام نفسه  كان عبداً للحياة وخادماً لها ..

قال تعالى :{ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى. فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}

9- انت لم تخلق كي تأكل فقط وتشرب ثم تنهي يومك بالنوم، لقد خلقك الله سبحانه وتعالى لهدف اكبر من ذلك وهو ان تعبده ومن بعد ذلك ان تعمر هذه الأرض ، معظم وكل من يشعرون بملل سريع من الحياة ويشعرون بالإكتئاب والضيقة يفعلون امرين الأول التهاون في عبادة الله بجميع اشكال العبادة من صيام وصلاة وصوم وغيره

والأمر الأخر عدم وجود هدف ودور واضح لهم في هذه الحياة ، ابحث الأن داخل نفسك لكل واحد منا شيء ميزه الله سبحانه وتعالى به  ، اعرف ماهو واستثمره في خدمة امتك ، معظم الناجحين الذي تراهم يعرفون قدراتهم ومايحبونه ثم يستثمرونه في خدمة الأمة ، وذلك مما يرضى الله سبحانه وتعالى ..

اجعل لنفسك دوراً واضحاً في هذه الحياة ولاتستهين بهذا الدور مهما كان صغيراً وسترى اثره على نفسك وحياتك.

10- انت  تعيش الأن في كوكب يسمى الأرض يعود تاريخ هذا الكوكب لمليارات السنوات وقد عاش عليه عدد لاتستطيع حصره من المخلوقات بأنواعها منها من انقرض ومنها من لازالت سلاسته قائمة الى اليوم ، قدر الله لك سبحانه وتعالى ان تولد قي هذه الفترة الزمينة من الساعة الكونية ، اي انك بالنسبة لهذه الحياة السحيقة الممتدة ما أنت الا ” لمحة  بصر ” ، اغمض عينك وافتحها بسرعه ، هذا هو تماماً مقدار حياتك بالنسبة لهذا الكون وقد يكون اقل من ذلك ، مارأيك ؟ هل تستحق هذه اللمحة ان تضيعها في كراهية فلان وعتاب علان والرغبة في زوال نعمة ذالك والتباهي على هذاك ؟ ، ان حياتك القصيرة تستدعي ان تعيش حياتك بحب لكل من يحيط بك فكل من معك هم مسافرون على نفس كبسولة الزمن التي اتيت انت عليه اوسوف تغادرون في تورايخ متقاربة جداً لأن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون ..

من الأن قرر ان تستيقظ كل صباح وتشكر الله سبحانه وتعالى ان اعطاك يوماً اضافياً في حياتك وتعامل مع افراد كوكبك بحب واخاء وسوف ترى كيف ان معاملتك تعود عليك بالمثل تماماً ..

رحلة موفقة في هذه الفترة الزمينة واسأل سبحانه وتعالى ان يجعلنا جميعاُ في عداد السعداء لا الأشقياء ..

 صريح

تنويه: يحق لك نسخ التدوينة بشرط ذكر اسم المدونة و رابط المصدر ، وبالله التوفيق ،،

 

يسعدني مشاركتك في استبيان المدونة بالضغط هنا  ..